يوم العطلة من كل أسبوع نذهب إلي بيت جدتي , ذلك البيت القديم الشامخ
الذي يقع في أحدي الأحياء البسيطة
كنت استمتع كثيراً باللعب أمامة مع أصدقاء
اقابلهم كل أسبوع
وبعدها يختفي كل منا من حياة الأخر.
تقع شقة جدتي أو منزل العائلة كما نطلق عليه في الدور الأول من البناية
المتهالكة
يرتكز فوقها ثلاثة أدوار خالية يمكن أن تقول مهجورة
وهنا يجب أن
أتوقف عن الحديث وربما عن التنفس.
منذ ان كنت صغيرة أقف أمام شقة جدتي
و أظل أنظر إلي ذلك السلم الذي يصل
بالدور الثاني وما يلية
صباحاً كانت الشمس تتسرب من خلاله
وكأن هناك شعاع للحياة
يتسرب من بين خلاياه
أما ليلاً فالموضوع يختلف تماماً
مثلما كان النهار يشع
بالحياة هنا
كان الليل يسدل حجابه القاتم عليه فيصبح كئيباً
يوقظ ريبتي وخوفي
ويصيبني بقشعريرة لا أعلم ماهيتها .
لم يستطع أحداً منا أنا أو أخوتي أن نقترب من هذا السلم ليلاً ولا صباحاً
خوفا من كلام جدتي
عن سطح المنزل البالي الذي يمكن أن يسقط تحت أقدامنا إذا صعدنا
ويأخدنا معه
كان سلم البيت مصدر تساؤل لنا
عما يخفيه بعد عدة خطوات وراء تلك
المساحة البادية اماماً
كانت تلك الدرجات المعدودة تشكل جزءاً كبيراً من حديثنا
ومخاوفنا
خاصه مع تلك القطة السوداء ذات العيوان اللامعة التي تقف هناك
وكأنها
تحرس السلم حتي من محاولاتنا التفكير في صعوده !
0 التعليقات:
إرسال تعليق