يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

من رائحة العُمر..



اليوم هو الجمعة.. 
بالرغم من إستيقاظ الجميع مبكراً ذلك اليوم إيضاً
إلا إنني لازلت اول من يستيقظ
أنهض من سريرى، وأستقبل يوم العطلة واستقبل أستيقاظهم بطريقة مختلفة.
أشعل تلك الأعواد الرفيعة، 
المنكهة بشجر الصندل والكثير من روائح الأزهار والفاكهة، 
وأثبتها فى جميع أركان المنزل، 
وأظل أحرك يدي أمامها ليزيد أشتعالها فـتطلق الكثير من عطرها.
هل يكفيني هذا؟ بالطبع لا.. 
أذهب إلي المطبخ، لآتي بأنواع أخري كثيرة قد جئت بها من العطار
نظرت إلي تلك الحبيبات المختلفة الأحجام والألوان.
اتذكر والدتي حين كنت صغيرة وفي ذات جمعة سألتها: 
ما هذه الألوان يا أمي، وعما تعبر تلك الكرة الحمراء التي تشبة العين؟
فاخبرتني أنها تسمى "عين العفريت"
حتي الآن أتذكرها بذات الأسم، وعلى عكس أسمها كلما رأيتها أبتهج كثيراً،
وكأن قلبى كان يربطها دائماً بـحنيني لأمي، ولطفولتي، 
ولذلك كنت أطلبها خصيصًا من العطار حتى صار يعتاد طلبي.
أخذت من تلك الحبيبات كمشة، 
ووضعتها فى تلك المبخرة الخزفية 
التى تُعد من تراث أسرتي عبر العديد من السنين
ووضعتها فوق تلك القطعة السوداء المشتعلة 
ليتصاعد الدخان المحمل برائحة امي يوم الجمعة، 
ورائحة عبائة أبي البيضاء 
أستنشقة مغمضة العينين، فيأتي زوجى ليخبرنى بأن الوقت قد أزف، 
ويجب أن يلحق بالصلاة ومعة أبنائنا، 
فأجبرهم على الأنتظار حتى أنتهي من تعطيرهم بتلك الرائحة التى امتلأ بها البيت
أرفع طرف عبائة كل منهم، وأضع اسفلها المبخرة الخزفية، 
فتتصاعد الرائحة إلي مسامهم فيكتفوا منها.. ولا أكتفي أنا
ثم يذهبوا إلي صلاتهم 
ويتركونى وحدى فى بيت معبق برائحة البخور القوية، 
لأستمر بأستمتاعي.
يخبرونى أن رائحة بخور يوم الجمعة اصابتني بالجنون,,,,
ولكني لا أبالي..!


من وحي حاسة الشم

 

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

شاي بلبن





 يبدأ يومي برؤية وجهها، فأبتسم والقي عليها التحية
فتخبرني أن أنهض وأجهز لها "صينية الأفطار" 
ولمن لا يعلم ما هى صينية الأفطار.. هي تلك الصينية الصغيرة فضية اللون
التي وبالرغم من صغر حجمها تجمع حولها عائلتنا الصغيرة التى تزداد كل يوم.

أضع أمامها وعاء من الحليب يجاورة مثيله الذي يحوي الشاي الساخن 
والأكواب الزجاجية وعلبة داخلها حبيبات السكر 
في البداية كانت تسألني "كم ملعقة سكر تريدين؟" فأجيبها " أثنين" 
فتبدأ وضع محتويات الكوب واحداً تلو الأخر بنسب تعلمها هى وحدها 
فتبدو وكأنها كـ خبير يقف فى معمله ويضع تركيبة دواء تُشفي من أعباء يومي الآتية.
أخذ منها الكوب الذ يتلون بذلك اللون المميز 
فـ أتناول رشفة صغيرة منه وأغمض عينى..
أشعر و كأن هناك قصة حب بيني وبين ذلك الكوب الذي تصنعه جدتي 
أشعر به يتخلل بين مسام جسدي كله، فأجده أكثر حلاوته مما كنت اتوقع
وكأن أيدي جدتي وضعت من حنانها وحبها فيه.

في اليوم التالي سألتنى أيضاً كم ملعقه أريد؟
 فأجبتها "واحدة فقط تكفينى منكِ" وارتشفت الكوب لأخر قطرة كعادتي.


من وحي حاسة التذوق

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

عطر الذكريات




فتحت خزانتها خلسة 
ونظرت إلي أدراجها السُفلية التي ذهبت إليها يديها في الحال
وضعت بها مفتاحًا صغيرًا وأدارته 
ليفتح الدرج امامها في سلاسة مستسلمًا لحنينها
أمتدت يديها إلي طريق تعلمه جيدًا
أزاحت بعض الحلي، والأوراق، و الذكريات
حتي وصلت يديها إلي زجاجة العطر التي تتشكل علي شكل زهرة متفتحة صغيرة
أمسكتها بـ حزن، وأحتضنتها لتجاور قلبها
فتحت غطاءها وأخذت تتشمم عبيرها
وكأن عطرها كآلة الزمن التي أخذتها من حاضرها إلي ماضيها
أخذها إلي ماضيها قبل 5 سنوات 
في عيد ميلادها العشرون
حين تعطرت لاول مرة بعطرها ذاك، وهي بكامل أناقتها
ذهبت لمقابلته وهي سعيدة ومبتهجة
 ليقابلها بأيدي خاوية ألا من حلم حُبه الزائف!
جلست جواره، تشمم عبيرها
فـ سألها عن أسم عطرها، أخبرته أسمه، فـ عشقه
ومنذاك الحين رحل عنها دون عودة.. ودون سبب!
ولم تضع ذاك العطر مرة أخري، واكتفت بأخفاءه بين الذكريات والأوراق
والعودة إلية بين الحين والأخر لتُذكر قلبها
 أن العطر لا يَعَلَق بذاكرة الحب الزائف!



من وحي حاسة الشم



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

أحلام..







منذ أن كانت صغيرة وأحلامها تفوق عمرها بكثير
أحلام وضعت مخطط مُحكم لتنفيذها
وعاهدت نفسها أن تتبعة جيدًا
ولكن ما لم تضعه بمخططها.. من حولها ويتحكمون بمصيرها

كانت هوايتهم أن يقتلوا احلامها و يدفنوا عزيمتها
فـ لم يكن منها إلا أن هربت بأحلامها ووضعتها داخل وعاء زجاجى
واخذت تشاهد لمعة أحلامها، متمنية أن يأتى اليوم وتستطع تحقيقها.



من وحي حاسة النظر 



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS